การรณรงค์ทำสงครามกับประเพณีในยุคญาฮิลียะฮฺ

อาลี เสือสมิง
อาลี เสือสมิง
การรณรงค์ทำสงครามกับประเพณีในยุคญาฮิลียะฮฺ
/

 

ตำราที่ใช้ : อัลหะล้าล วัลหะรอม ฟิ้ลอิสลาม

ดาวน์โหลดหนังสือ อัลหะล้าล วัลหะรอม ฟิ้ล อิสลาม

สถานที่ : โรงเรียนญะมาลุ้ลอัซฮัร, อิสลามรักสงบ ซ.พัฒนาการ 30

:: เนื้อหา ::

حرب على تقاليد الجاهلية

وكما شن الإسلام حملاته على معتقدات الجاهلية وأوهامها، لما لها من خطر على العقل والخلق والسلوك، شن غارات مثلها على تقاليد الجاهلية التي كانت تقوم على العصبية والكبرياء والفخر وتمجيد القبيلة.

 

لا عصبية في الإسلام

وكان أول ما صنعه الإسلام في ذلك أن أهال التراب على العصبية بكل صورها، وحرم على المسلمين أن يحيوا أي نزعة من نزعاتها أو يدعوا إليها، وأعلن النبي صلى الله عليه وسلم براءته ممن يفعل ذلك قال:

“ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية”.

فلا امتياز للون معين من البشرة، ولا لجنس خاص من الناس، ولا لرقعة من الأرض، ولا يحل لمسلم أن يتعصب للون على لون، ولا لقوم على قوم، ولا لإقليم على إقليم.

ولا يحل لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينتصر لقومه في الحق والباطل والعدل والجور.

عن واثلة بن الأسقع قال: “قلت: يا رسول؛ ما العصبية؟ قال: أن تعين قومك على الظلم”.

وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) سورة النساء:135. (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا) سورة المائدة:8.

وعدل النبي صلى الله عليه وسلم مفهوم هذه الكلمة التي كانت شائعة في الجاهلية، ومأخوذة على ظاهرها “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”. ولما قالها صلى الله عليه وسلم لأصحابه بعد أن رسخ في قلوبهم الإيمان -مريدا بها معنى آخر- عجبوا ودهشوا، وقالوا: يا رسول الله: هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: “تمنعه من الظلم فذلك نصر له”.

ومن هنا نعلم أن كل دعوة بين المسلمين إلى عصبية إقليمية كدعوة (الوطنية) أو إلى عصبية عنصرية، كدعوة (القومية) إنما هي دعوة جاهلية يبرأ منها الإسلام ورسوله وكتابه.

فالإسلام لا يعترف بأي ولاء لغير عقيدته، ولا بأي رابطة غير أخوته ولا بأي فواصل تميز بين الناس غير الإيمان والكفر. فالكافر المعادي للإسلام عدو للمسلم ولو كان جاره في وطنه، أو أحد بني قومه، بل ولو كان أخاه لأبيه وأمه. قال تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) المجادلة:21. وقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان) سورة التوبة:23.

 

لا اعتداد بالأنساب والألوان

روى البخاري أن أبا ذر وبلالا الحبشي رضي الله عنهما -وكلاهما من السابقين الأولين- تغاضبا تسابا، وفي ثورة الغضب قال أبو ذر لبلال: يا ابن السوداء! فشكاه بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي لإبي ذر: أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية!

وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود؛ إلا أن تفضله بتقوى الله”.

وقال صلى الله عليه وسلم: “كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب”.

وبهذا حرم الإسلام على المسلم أن يسير مع هوى الجاهلية في التفاخر بالأنساب والأحساب، والتعاظم بالآباء والأجداد، وقول بعضهم لبعض: أنا ابن فلان، وأنا من نسل كذا، وأنت من سلالة كذا، أنا من البيض وأنت من السود، أنا عربي وأنت أعجمي.

وما قيمة الأنساب والسلالات إذا كان الناس جميعا ينتمون إلى أصل واحد ولو فرض أن للأنساب قيمة فما فضل الإنسان أو ذنبه إن ولد من هذا الأب أو ذاك؟

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد، كلكم بنو آدم .. ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين أو تقوى.. “.

“الناس لآدم وحواء… إن الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا أنسابكم يوم القيامة، إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.

وصب النبي صلى الله عليه وسلم جام غضبه على المتفاخرين بالآباء والأجداد في عبارات صارمة قارعة، فقال: “لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه. إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي. الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب”.

وفي هذا الحديث ذكرى للذين يعتزون بأجدادهم القدماء من الفراعنة والأكاسرة وغيرهم من عرب الجاهلية وعجمها الذين ليسوا إلا فحم جهنم كما قال رسول الله.

وفي حجة الوداع حيث الآلاف يستمعون إلى رسول الإسلام في أوسط أيام التشريق في الشهر الحرام والبلد الحرام ألقى النبي صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع، فكان من المبادئ التي أعلنها: “يا أيها الناس إن ربكم واحد، إلا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)”.

 

النياحة على الموتى

ومن التقاليد التي حاربها الإسلام تقاليد الجاهلية في الموت وما يتصل به من نياحة وعويل، وغلو في إظهار الحزن والجزع.

وقد علم الإسلام أتباعه أن الموت إنما هو رحلة من دار إلى دار، فليس فناء مطلقا. ولا عدما صرفا، وأن الجزع لا يحيي ميتا، ولا يرد قضاء قضى الله به. فعلى المؤمن أن يتقبل الموت كما يتقبل كل مصيبة تصيبه صابرا محتسبا، آخذا العبرة آملا في لقاء أبدي في الدار الآخرة، مرددا قول القرآن: (إنا لله وإنا إليه راجعون) سورة البقرة:156.

أما صنيع أهل الجاهلية فهو منكر حرام برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية”.

ولا يحل للمسلم أن يلبس من شارات الحداد أو يترك التزين أو يغير الزي والهيئة المعتادة، إظهارا للجزع والحزن؛ إلا ما كان من زوجة على زوجها فإنها يجب أن تحد عليه أربعة أشهر وعشرا، وفاء لحق الزوجية، وللرباط المقدس الذي جمع بينهما، حتى لا تكون معرضا للزينة، ومتعلقا لأبصار الخطاب في مدة العدة، التي اعتبرها الإسلام امتدادا للزوجية السابقة في كثير من الحقوق، وسياجا لها.

أما إذا كان الميت غير الزوج -كالأب والإبن والأخ- فلا يحل للمرأة الحداد عليه أكثر من ثلاث ليال. روى البخاري عن زينب بنت أبي سلمة أنها روت عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب، وعن زينب بنت جحش حين توفي أخوها، وأن كلا منهما دعت بطيب لمست منه ثم قالت: والله ما لي بالطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال، إلا على زوج، أربعة أشهر وعشرا”.

وهذا الإحداد على الزوج واجب لا تساهل فيه ولقد جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابنتي توفي عنها زوجها وقد اشتكت عينها، أفتكحلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، مرتين أو ثلاثا، كل ذلك يقول لا. وهو يدل على حرمة التزين والتجمل طوال المدة المفروضة.

وأما الحزن من غير جزع، والبكاء من غير عويل، فذلك من الأمور الفطرية التي لا إثم فيها. وسمع عمر بعض النسوة يبكين على خالد بن الوليد، فأراد بعض الرجال منعهن، فقال له: دعهن يبكين على أبي سليمان، ما لم يكن نقع أو لقلقة.

والنقع: التراب على الرأس، واللقلقة: الصوت.