การแสวงหาปัจจัยยังชีพ (อาชีพที่อิสลามส่งเสริม)

อาลี เสือสมิง
อาลี เสือสมิง
การแสวงหาปัจจัยยังชีพ (อาชีพที่อิสลามส่งเสริม)
/

 

ตำราที่ใช้ :  อัลหะล้าล วัลหะรอม ฟิ้ลอิสลาม

ดาวน์โหลดหนังสือ

สถานที่ : โรงเรียนญะมาลุ้ลอัซฮัร, อิสลามรักสงบ ซ.พัฒนาการ 30

 

 

 :: เนื้อหา ::

อิสลามส่งเสริมการทำงาน, ไม่อนุญาตให้ขอซอดาเกาะฮฺเป็นอาชีพ, เมื่อไหร่ที่อนุญาตให้ขอซอดาเกาะฮฺได้, เกีรติยศของการทำงาน
การแสวงหาปัจจัยยังชีพด้วยการทำเกษตร, อาชีพของบุคคลที่ถูกระบุในอัลกุรอาน

 
فـــي الكســــــب والإحتــــــراف

(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) سورة الملك:15.
هذا هو مبدأ الإسلام؛ الأرض قد هيأها الله وسخرها ذلولا للإنسان، فينبغي أن ينتفع بهذه النعمة ويسعى في جوانبها مبتغيا من فضل الله.

قعود القادر عن العمل حرام
ولا يحل للمسلم أن يكسل عن طلب رزقه، باسم التفرغ للعبادة، أو التوكل على الله، فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.
كما لا يحل له أن يعتمد على صدقة يمنحها، وهو يملك من أسباب القوة ما يسعى به على نفسه، ويغني به أهله ومن يعول. وفي ذلك يقول نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم: “لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة (أي قوة) سوي”.
ومن أشد ما قاومه النبي عليه الصلاة والسلام، وحرمه على المسلم، أن يلجأ إلى سؤال الناس، فيريق ماء وجهه، ويخدش مروءته وكرامته من غير ضرورة تلجئه إلى السؤال. قال عليه السلام: “الذي يسأل من غير حاجة كمثل الذي يلتقط الجمر”. وقال: “من سأل الناس ليثري به مال كان خموشا في وجهه يوم القيامة، ورضفا يأكله من جهنم، فمن شاء فليقلل، ومن شاء فليكثر”. والرضف هو: الحجارة المحماة.
وقال: “لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليست في وجهه مزعة لحم”. بمثل هذه القوارع الشديدة صان النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم كرامته، وعوده التعفف، والاعتماد على النفس، والبعد عن تكفف الناس.

متى تباح المسألة
ولكن الرسول صلوات الله عليه يقدر للضرورة والحاجة قدرها، فمن اضطر تحت ضغط الحاجة إلى السؤال وطلب المعونة من الحكومة أو الأفراد فلا جناح عليه قال: “إنما المسائل كدوح يكدح الرجل بها وجهه، فمن شاء أبقى على وجهه، ومن شاء ترك، إلا أن يسأل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا”.
روى مسلم في (صحيحه) عن أبي بشر قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال: تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال: “أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها، ثم قال: يا قبيصة! إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة؛ رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك. ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش. ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة! فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش… فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا”.
الحمالة: ما يتحمله المصلح بين فئتين في ماله ليرتفع بينهم القتال ونحوه.
الجائحة: الآفة تصيب الإنسان في ماله.
القوام: ما يقوم به حال الإنسان من مال غيره.
الحجا: العقل والرأي.

الكرامة في العمل
وينفي النبي صلى الله عليه وسلم فكرة احتقار بعض الناس لبعض المهن والأعمال، ويعلم أصحابه أن الكرامة كل الكرامة في العمل أي عمل، وأن الهوان والضعة في الاعتماد على معونة الناس يقول: “لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها. فيكف الله بها وجهه خير من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه”.
فللمسلم أن يكتسب عن طريق الزراعة أو التجارة أو الصناعة أو في أي حرفة من الحرف أو وظيفة من الوظائف، ما دامت لا تقوم على حرام، أو تعين على حرام، أو تقترن بحرام.

الزراعــــــة
الاكتساب عن طريق الزراعة
في القرآن الكريم يذكر الله تعالى -في معرض التفضل والامتنان على الإنسان- الأصول التي لا بد منها لقيام الزراعة.
فالأرض هيأها الله للإنبات والإنتاج، فجعلها ذلولا، وجعلها بساطا، وهي لذلك نعمة للخلق يجب أن يذكروها ويشكروها (والله جعل لكم الأرض بساطا. لتسلكوا منها سبلا فجاجا) سورة نوح:19،20 (والأرض وضعها للأنام. فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام. والحب ذو العصف والريحان. فبأي آلاء ربكما تكذبان) سورة الرحمن:10-13.
والماء يسره الله تعالى، ينزله مطرا أو يجريه أنهارا، فيحيي به الأرض بعد موتها: (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا) سورة الأنعام:99. (فلينظر الإنسان إلى طعامه. أنا صببنا الماء صبا. ثم شققنا الأرض شقا. فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا) سورة عبس:24-28.
والرياح يرسلها الله مبشرات، فتسوق السحاب، وتلقح النبات؛ وفي ذلك كله يقول الله تعالى: (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون. وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين. وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم. وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين) سورة الحجر:19-22. وفي كل هذه الآيات تنبيه إلهي للإنسان إلى نعمة الزراعة وتيسير وسائلها له.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير ولا إنسان إلا كان له به صدقة”.
وقال: “ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة”.
ومقتضى الحديث أن الثواب مستمر ما دام الغرس أو الزرع مأكولا منه، أو منتفعا به ولو مات غارسه أو زارعه.. ولو انتقل ملكه إلى ملك غيره. قال العلماء: في سعة كرم الله أن يثيب على ما بعد الحياة، كما كان يثيب على ذلك في الحياة، في ستة؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، أو غرس، أو زرع، أو رباط (وهو الإقامة على الثغور والحدود لحراستها من الأعداء).
وقد روي أن رجلا مر بأبي الدرداء رضي الله عنه وهو يغرس جوزة فقال: أتغرس هذه وأنت شيخ كبير، وهذه لا تثمر إلا في كذا وكذا عاما..؟ فقال أبو الدرداء: ما علي أن يكون لي أجرها ويأكل منها غيري؟ وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأذني هاتين: “من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر، فإن له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز وجل”. واستدل بعض العلماء بهذه الأحاديث وأمثالها على أن الزراعة أفضل المكاسب، وقال آخرون: بل الصناعة وعمل اليد أفضل، وقال غيرهم: بل التجارة.
وقال بعض المحققين: ينبغي أن يختلف ذلك باختلاف الأحوال، فحيث احتيج إلى الأقوات أكثر تكون الزراعة أفضل، للتوسعة على الناس. وحيث احتيج إلى المتجر لانقطاع الطرق مثلا تكون التجارة أفضل، وحيث احتيج إلى الصنائع تكون أفضل”.
وهذا التفصيل الأخير يوافق أفضل ما انتهى إليه الاقتصاد الحديث.

الزراعة المحرمة
كل نبات حرم الإسلام تناوله. أو لا يعرف له استعمال إلا في الضرر، فزراعته حرام كالحشيش ونحوه.
ومثل ذلك التبغ (الدخان)، إن قلنا تناوله حرام -كما هو الراجح- فزراعته حرام، وإن قلنا مكروه فمكروه.
وليس عذرا للمسلم أن يزرع الشيء المحرم ليبيعه لغير المسلمين، فإن المسلم لا يروج الحرام أبدا، كما لا يحل له أن يربي الخنازير مثلا ليبيعها للنصارى. وقد رأينا كيف حرم الإسلام بيع العنب الحلال لمن يعلم أنه يتخذه خمراً.

الصناعـــــات والحـــــرف
مقدمة
رغب الإسلام في الزراعة ونوه بفضلها، وأشاد بمثوبة أهلها… ولكنه كره لأمته أن تحصر نشاطها وجهدها في الزراعة، كما تنحصر قوقعة البحر في صدفتها، وأبى الإسلام على أبنائه أن يكتفوا بالزرع وحده ويتبعوا أذناب البقر وكفى، فهذا نقص في كفاية الأمة يعرضها للخطر. ولا غرو أن أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك مصدر شر وبلاء وذل يحيق بالأمة وهو ما صدقه الزمن أعظم تصديق. قال صلى الله عليه وسلم: “إذا تبايعتم بالعينة -صورة من صور التحايل على أكل الربا- وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم”.
إذن، فلا بد مع الزراعة من الصناعات والحرف الأخرى، التي تكتمل بها عناصر الحياة الطيبة، ومقومات الأمة العزيزة الحرة، والدولة القوية الغنية. وهذه الحرف والصناعات ليست عملا مباحا في شريعة الإسلام فحسب، بل هي -كما قرر أئمته وعلماؤه- فرض كفاية في دين المسلمين. بمعنى أن الجماعة الإسلامية لا بد أن يتوافر في أهلها من كل ذي علم وحرفة وصناعة من يكفي حاجتها، ويقوم بشأنها. فإذا حدث نقص في جانب من جوانب العلم أو الصناعة، لم يوجد من يقوم به، أثمت الجماعة كلها، وبخاصة أولو الأمر، وأهل الحل والعقد فيها.
قال الإمام الغزالي: “أما فرض الكفاية فهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا، كالطب، إذ هو ضروري في حاجة بقاء الأبدان، وكالحساب فأنه ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا والمواريث، وغيرهما، وهذه هي العلوم التي لو خلا البلد عمن يقوم بها حرج أهل البلد، وإذا قام بها واحد كفى، وسقط الفرض عن الآخرين؛ فلا تعجب من قولنا: إن الطب والحساب من فروض الكفايات، فإن أصول الصناعات أيضا من فروض الكفايات، كالفلاحة والحياكة (النسيج) والسياسة، بل الحجامة والخياطة، فإنه لو خلا البلد من الحجام لسارع الهلاك إليهم بتعريضهم أنفسهم للهلاك، فإن الذي أنزل الداء، أنزل الدواء وأرشد إلى استعماله وأعد الأسباب لتعاطيه فلا يجوز التعرض للهلاك بإهماله”.

وقد أشار القرآن إلى كثير من الصناعات ذكرها على أنها نعمة من فضله، كقوله عن داود: (وألنا له الحديد. أن اعمل سابغات وقدر في السرد) سبأ:10-11. (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون) الأنبياء:80.
وقوله عن سليمان: (وأسلنا له عين القطر، ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه، ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير. يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا) سبأ:12-13.
وقوله عن ذي القرنين وإقامة سده العالي: (قال: ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما، آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال: انفخوا حتى إذا جعله نارا قال: آتوني أفرغ عليه قطرا. فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) سورة الكهف:95-97.
وذكر قصة نوح وصنعه للسفينة، وأشار إلى نوع ضخم من السفن يجري في البحار كالجبال (ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام) الشورى:32 -أي الجبال-.
وذكر في كثير من سوره صناعة الصيد بكل صوره وأنواعه، من صيد الأسماك وحيوان البحر، وصيد الحيوانات البرية، وصناعة الغوص لاستخراج اللؤلؤ والمرجان ونحوهما.
وفوق ذلك كله نبه القرآن على قيمة الحديد تنبيها لم يسبقه به كتاب دين أو دنيا، فبعد أن ذكر تعالى إرساله الرسل لخلقه وإنزاله الكتب عليهم قال: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) سورة الحديد:25. ولا عجب أن سميت السورة التي فيها هذه الآية سورة (الحديد).
وكل صناعة أو حرفة تسد حاجة في المجتمع أو تجلب له نفعا حقيقيا فهي عمل صالح إذا نصح فيها صاحبها وأتقنها كما أمره الإسلام.
وقد مجد الإسلام حرفا كان الناس ينظرون إليها نظرة فيها كثير من التحقير والازدراء، فعمل كرعي الغنم لا يعبأ الناس بصاحبه في العادة، ولا ينظرون إليه نظرة إجلال أو تكريم، ولكنه عليه السلام يقول: “ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم” قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: “نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة” محمد رسول الله وخاتم النبيين كان يرعى الغنم، وأكثر من ذلك أنها لم تكن غنمه، بل يرعاها بأجر معين لبعض أهل مكة، ويذكر هذا لأتباعه ليعلمهم أن الفخر للعاملين لا للمترفين والعاطلين.
وقد قص القرآن علينا قصة سيدنا موسى وهو يعمل أجيرا عند شيخ كبير استأجره ثماني سنين على أن يزوجه إحدى ابنتيه وكان عنده نعم العامل، ونعم العامل، ونعم الأجير، وصدقت فيه فراسة ابنة الشيخ حين (قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) سورة القصص: 26. وقد روى ابن عباس أن داود “كان زرادا، (يصنع الزرد والدروع) وكان آدم حراثا، وكان نوح نجارا، وكان إدريس خياطا، وكان موسى راعيا”.
فليهنأ المسلم بحرفته، فما من نبي إلا عمل في حرفة. وفي (الصحيح): “ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده”.