ข้อชี้ขาดของรูปปั้นและรูปวาด

อาลี เสือสมิง
อาลี เสือสมิง
ข้อชี้ขาดของรูปปั้นและรูปวาด
/

 

ตำราที่ใช้ :  อัลหะล้าล วัลหะรอม ฟิ้ลอิสลาม

ดาวน์โหลดหนังสือ

สถานที่ : โรงเรียนญะมาลุ้ลอัซฮัร, อิสลามรักสงบ ซ.พัฒนาการ 30

 

 

 :: เนื้อหา ::

อิสลามกันบรรดารูปปั้นบุคคลสำคัญ, รูปปั้นที่เป็นของเล่น ฯลฯ, รูปปั้นที่ไม่เหมือนตัวจริงหรือถูกทำให้ไม่ครบถ้วน,
รูปที่ถูกวาดหรือแกะสลักขึ้น, การทำให้รูปนั้นเป็นที่หะล้าล 

نهج الإسلام في تخليد العظماء
ولعل قائلا يقول: أليس من الوفاء أن ترد الأمة بعض الجميل لعظمائها الذين كتبوا بأعمالهم صفحات مجيدة في تاريخها، فتقيم لهم تماثيل مادية تذكر الأجيال اللاحقة بما كان لهم من فضل، وما بنوه من مجد. فإن ذاكرة الشعوب كثيرا ما تنسى، واختلاف النهار والليل ينسي؟
والجواب أن الإسلام يكره الغلو في تعظيم الأشخاص -مهما بلغت مرتبتهم- أحياء كانوا أو أمواتا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله”.
وأرادوا أن يقفوا إذا رأوه تحية له، وتعظيما لشأنه، فنهاهم عن ذلك وقال: “لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا”.
وحذر أمته أن يغلوا في شأنه بعد وفاته فقال: “لا تجعلوا قبري عيدا”. ودعا ربه فقال: “اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد”.
وجاء أناس إليه صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: “يا أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان. أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل”.
ودين هذا موقفه من تعظيم البشر لا يرضى أن يقام لبعض الناس أنصاب كأنها الأصنام، تنفق عليها الألوف، ليشير الناس إليهم بالتعظيم والتبجيل.
وما أكثر ما يدخل أدعياء العظمة، والمزورون على التاريخ من هذا الباب المفتوح لكل من يقدر، أو يقدر أتباعه وأذنابه على إقامة هذا النصب الزائف. وبذلك يضللون الشعوب عن العظماء الأصلاء.

إن الخلود الحقيقي الذي يتطلع إليه المؤمنون هو الخلود عند الله، الذي يعلم السر وأخفى، والذي لا يضل ولا ينسى. وما أكثر العظماء الذين كتبوا في سجل الخلود عنده وهم جنود مجهولون عند الخلق، ذلك لأنه تعالى يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفقدوا.
وإن كان لابد من الخلود عند الناس، فلن يكون بإقامة تماثيل لمن يراد تخليدهم من العظماء. والطريقة الفذة التي يرضاها الإسلام هي تخليدهم في القلوب والأفكار، وعلى الألسنة، بما قدموا من خير وعمل، وما تركوا وراءهم من مآثر صالحات، تكون لهم لسان صدق في الآخرين.
وماخلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه وقادة الإسلام، وأئمته الأعلام، بصورة مادية ولا تماثيل حجرية نحتت لهم. كلا؛ إنما هي مناقب ومآثر يتناقلها الخلف عن السلف والأبناء عن الآباء محفورة في الصدر، مذكورة بالألسنة، تعطر المجالس والندوات وتملأ العقول والقلوب، بلا صورة ولا تمثال.

الرخصة في لعب الأطفال
وإذا كان هناك نوع من التماثيل لا يظهر فيه قصد التعظيم، ولا الترف، ولا يلزم منه شيء من المحذورات السابقة، فالإسلام لا يضيق به صدرا، ولا يرى به بأسا.
وذلك كلعب الأولاد الصغار التي تصنع على شكل عرائس أو قطط أو غير ذلك من السباع والحيوانات فإن هذه الصور تمتهن باللعب وعبث الأولاد بها. قالت أم المؤمنين عائشة: “كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يأتيني صواحب لي، فكن ينقمعن (يختفين) خوفا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله يسر لمجيئهن إلي. فيلعبن معي”. وفي رواية؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يوما: “ما هذا؟” قالت: بناتي. قال: “ما هذا الذي في وسطهن؟” قالت: فرس. قال: “ما هذا الذي عليه؟” قالت: جناحان. قال: “فرس له جناحان؟” قالت: أو ما سمعت أنه كان لسليمان بن داود خيل لها أجنحة؟! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه. والبنات المذكورة في الحديث هي العرائس التي يلعب بها الجواري والولدان، وكانت السيدة عائشة حديثة السن في أول زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الشوكاني: في هذا الحديث دليل على أنه يجوز تمكين الصغار من اللعب بالتماثيل. وقد روي عن مالك أنه كره للرجل أن يشتري لبنته ذلك. وقال القاضي عياض: إن اللعب بالبنات للبنات الصغار رخصة.
ومثل لعب الأطفال التماثيل التي تصنع من الحلوى وتباع في الأعياد ونحوها ثم لا تلبث أن تؤكل.

التماثيل الناقصة والمشوهة
ورد في الحديث أن جبريل عليه السلام امتنع عن دخول بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لوجود تمثال على باب بيته، ولم يدخل في اليوم التالي حتى قال له: “مر برأس التمثال فليقطع حتى يصير كهيئة الشجرة”.
وقد استدل فريق من العلماء بهذا الحديث، على أن المحرم من الصور هو ما كان كاملا، أما ما فقد عضوا لا تمكنه الحياة بدونه، فهو مباح.
ولكن النظر الصحيح الصادق فيما طلبه جبريل من قطع رأس التمثال حتى يصير كهيئة الشجرة؛ يدلنا على أن العبرة ليست بتأثير العضو الناقص في حياة الصورة أو موتها بدونه، وإنما العبرة في تشويهها بحيث لا يبقى منظرها موحيا بتعظيمها بعد نقص هذا الجزء منها.
ولا ريب أننا إذا تأملنا وأنصفنا نحكم بأن التماثيل النصفية التي تقام في الميادين، تخليدا لبعض الملوك والعظماء، أشد في الحرمة من التماثيل الصغيرة الكاملة التي تتخذ للزينة في البيوت.

صور اللوحات والنقوش) أي الصور غير المجسمة)
ذلك هو الموقف الإسلام من الصور المجسمة التي نطلق عليها عرفا (التماثيل).
ولكن ما الحكم في الصور واللوحات الفنية التي ترسم على المسطحات كالورق والثياب والستور والجدران والبسط والنقوذ ونحوها؟.
والجواب أن حكمها لا يتبين إلا إذا نظرنا في الصورة نفسها لأي شيء هي؟ وفي وضعها أين توضع وكيف تستعمل؟ وفي قصد مصورها ماذا قصد من تصويرها؟
فإن كانت الصورة الفنية لما يعبد من دون الله -كالمسيح عند النصارى، والبقرة عند الهندوس- وما شابه ذلك، فإن من صورها لهذا الغرض وبهذا القصد لا يكون إلا كافرا ناشرا للكفر والضلال. وفي مثله جاء الوعيد الشديد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون”.
قال الطبري: “إن المراد هنا من يصور ما يعبد من دون الله وهو عارف بذلك قاصد له؛ فإنه يكفر بذلك، وأما من لا يقصد ذلك فإنه يكون عاصيا بتصويره فقط”.
ومثل ذلك من علق هذه الصور تقديسا لها فهذا عمل لا يصدر من مسلم، إلا إذا طرح الإسلام وراء ظهره.
وقريب من ذلك من صور ما لا يعبد، قاصدا بتصويره مضاهاة خلق الله، أي مدعيا أنه يخلق ويبدع كما يخلق الله جل وعلا، فهو بهذا القصد يخرج من دين التوحيد، وفي مثل هذا جاء الحديث “إن أشد الناس عذابا الذين مضاهون بخلق الله” وهذا أمر يتعلق بنية المصور وحده. ولعل مما يؤيد هذا الحديث عن الله تعالى “ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا حبة أو ذرة” فالتعبير بقوله: “ذهب يخلق كخلقي” يدل على القصد إلى المضاهاة ومنازعة الألوهية خصائصها من الخلق والإبداع.. وتحدي الله تعالى لهم أن يخلقوا حبة أو ذرة -أي غلة- يشير إلى أنهم في فعلهم قصدوا هذا المعنى. ولهذا يجزيهم على رؤوس الأشهاد يوم القيامة حين يقال لهم: أحيوا ما خلقتم ! وتكليف المصور منهم أن ينفخ الروح في صورته، وليس بنافخ فيها أبدا.
ومما يحرم تصويره واقتناؤه: الصور التي يقدس أصحابها تقديسا دينيا أو يعظمون تعظيما دنيويا، فالأولى كصور الأنبياء والملائكة والصالحين، مثل إبراهيم وإسحاق وموسى ومريم وجبريل وغيرهم، وهذه تروج عند النصارى، وقد قلدهم بعض المبتدعة من المسلمين فصوروا عليا وفاطمة وغيرهما.
والثانية كصور الملوك والزعماء والفنانين في عصرنا، وهذه أقل إثما من تلك، ولكن يتأكد الإثم فيها إذا كان أصحابها من الكفرة أو الظلمة أو الفساق، كالحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، والزعماء الذين يدعون إلى غير رسالة الله، والفنانين الذين يمجدون الباطل، ويشيعون الفاحشة والميوعة في الأمة.
ويبدو أن كثيرا من الصور في عصر النبوة وما بعده، كانت من النوع الذي يقدس ويعظم، إذ كانت في الغالب من صنع الروم والفرس -أي النصارى والمجوس- فلم تكن تخلو من تأثير عقيدتهم وتقديسهم لرؤساء دينهم أو دولتهم. وقد روى مسلم عن أبي الضحى قال: كنت مع مسروق في بيت فيه تماثيل، فقال لي مسروق: هذه تماثيل كسرى؟ فقلت: “لا، هذه تماثيل مريم” كأن مسروقا ظن أن التصوير من مجوس، وكانوا يصورون صور ملوكهم حتى في الأواني، فظهر أن التصوير كان من نصراني.. وفي هذه القصة قال مسروق: سمعت عبد الله -يعني ابن مسعود- يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إن أشد الناس عذابا عند الله المصورون”.
وأما ما عدا ذلك من الصور واللوحات.. فإن كانت لغير ذي روح كصور النبات والشجر والبحار والسفن والجبال والشمس والقمر والكواكب ونحوها من المناظر الطبيعية -لنبات أو جماد- فلا جناح على من صورها أو اقتناها وهذا لا جدال فيه.
وإن كانت الصورة لذي روح، وليس فيها ما تقدم من المحذورات أي لم تكن مما يقدس ويعظم ولم يقصد فيها مضاهاة خلق الله، فالذي أراه أنها لا تحرم أيضا وفي ذلك جاءت جملة من الأحاديث الصحاح.
روى مسلم في (صحيحه) عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد، عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة”. قال بسر: ثم اشتكى زيد بعد، فعدناه، فإذا على بابه ستر فيه صورة قال: فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (وكان معه): ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول؟! فقال عبيد الله: ألم تسمعه حين قال: “إلا رقما في ثوب؟”.
وروى الترمذي بسنده عن عتبة أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده فوجد عنده سهل بن حنيف (صحابيا آخر) قال: فدعا أبو طلحة إنسانا ينزع نمطا تحته (النمط: ثوب أو بساط فيه نقوش وصور) فقال له سهل: لم تنزعه؟ قال: لأن فيه تصاوير، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما قد علمت. قال سهل: أو لم يقل: “إلا ما كان رقما في ثوب؟” فقال أبو طلحة: “بلى، ولكنه أطيب لنفسي” قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ألا يدل هذان الحديثان على أن الصور المحرمة إنما هي المجسمة التي نطلق عليها (التماثيل)؟.
أما الصور التي ترسم في لوحات، أو تنقش على الثياب والبسط والجدران ونحوها، فليس هناك نص صحيح صريح سليم من المعارضة يدل على حرمتها.
نعم هناك أحاديث صحيحة أظهر فيها النبي صلى الله عليه وسلم كراهيته فقط لهذا النوع من التصاوير؛ لما فيه م مشابهة المترفين وعشاق المتاع الأدنى.
روى مسلم عن زيد بن خالد الجهني عن أبي طلحة الأنصاري قال: سمعت رسول الله يقول: “لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل” قال: فأتيت عائشة فقلت: إن هذا يخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل” فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك؟ فقالت: “لا … ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل: رأيته خرج في غزاته، فأخذت نمطا، فسترته على الباب، فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه، (النمط) حتى هتكه أو قطعه وقال: “إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين !!” قالت: فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفا، فلم يعب ذلك علي”.
ولا يؤخذ من الحديث أكثر من الكراهة التنزيهية لكسوة الحيطان ونحوها بالستائر ذات التصاوير. قال النووي: وليس في الحديث ما يقتضي التحريم؛ لأن حقيقة اللفظ: أن الله لم يأمرنا بذلك. وهذا يقتضي أنه ليس بواجب ولا مندوب، ولا يقتضي التحريم.

 
امتهان الصورة يجعلها حلالا
هذا وكل تغيير في الصورة يجعلها أبعد عن التعظيم وأدنى إلى الامتهان، ينقلها من دائرة الكراهة إلى دائرة الاباحة. وقد جاء في الحديث أن جبريل عليه السلام. استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ادخل. قال: كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تصاوير؟! فإن كنت لا بد فاعلا، فاقطع رأسها، أو اقطعها وسائد، أو اجعلها بسطا”.
ولهذا حين رأت عائشة في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الكراهة للنمرقة ذات التصاوير جعلتها مرفقتين لما في ذلك من امتهانهما، والبعد بهما عن أدنى شبهة لتعظيم الصورة.
وقد جاء عن السلف استعمال الصورة الممتهنة، ولم يروا فيها حرجا، فعن عروة أنه كان يتكئ على المرافق فيها التماثيل؛ الطير والرجال، وقال عكرمة: كانوا يكرهون ما نصب من التماثيل نصبا، ولا يرون بأسا بما وطئته الأقدام وكانوا يقولون في التصاوير في البسط والوسادة التي توطأ ذل لها.